حقوق الملكية الفكرية الخاصة بالعلامات التجارية وأهمية حمايتها

الإبداع الفكري له طابع حضاري متميز ومن هنا تولد الحرص على ضرورة حمايته وتشجيعه، فـ عند استحضار الواقع الحالي لمجتمع اليوم الذي يتميز بوفرة المنتوج و تطور وسائل التقليد والتزييف ورهانات تحقيق منافسة شريفة باعتبارها الخيار الوحيد لتحقيق التقدم الاقتصادي، يوحي بأهمية حقوق الملكية الفكرية و يؤكد دورها الفعال من جهة لتميز منتجات و خدمات المنافسين المتشابهة أو المماثلة حماية الملكية الفكرية أمر بالغ الأهمية لتعزيز الابتكار، وبدون حماية الأفكار، لن تجني الشركات والأفراد الفوائد الكاملة لاختراعاتهم وسوف تركز بشكل أقل على البحث والتطوير وعلى غرار ذلك لن يتم تعويض الفنانين بشكل كامل عن إبداعاتهم وستتأثر الحيوية الثقافية نتيجة لذلك.

الابتكار هو جوهر البحث وهو الوقود الذي يحافظ على استمرارية صناعة البحث، ومع ذلك فإن مجرد ابتكار شيء ما لا يكفي، إنها ليست نهاية الطريق ولكن بداية الأمر حيث أن المرء سيحصد فوائد اختراعه، لذا فإن حماية الابتكار أمر لا بد منه حتى لا يتم إساءة استخدامه أو نسخه.
ولذلك تكافئ حماية الملكية الفكرية الابتكار من خلال تمكين المخترع من جني ثمار الاستثمار في الأفكار. إذا لم تكن هناك حماية أو مكافأة للابتكار، فلماذا الابتكار على الإطلاق؟!! إن الملكية الفكرية هي في الغالب أكبر محفظة أصول تمتلكها الشركة، كما أنها تلعب دورا متزايد الأهمية في عمليات الدمج والاستحواذ.

ما هي الملكية الفكرية؟

وبصفة عامة تعبر الملكية الفكرية عن أي منتج للعقل البشري يحمي القانون من الاستخدام غير المصرح به من قبل الآخرين أو وصف واسع لمجموعة الأصول غير الملموسة التي تمتلكها الشركة وتحميها قانونًا من الاستخدام الخارجي أو التنفيذ بدون موافقة. إن ملكية الملكية الفكرية تؤدي بطبيعتها إلى احتكار محدود في الممتلكات المحمية، يرتبط مفهوم الملكية الفكرية بحقيقة أن بعض منتجات العقل البشري يجب أن تتمتع بنفس الحقوق الوقائية التي تنطبق على الملكية البدنية، لذا فـ معظم الاقتصادات المتقدمة لديها إجراءات قانونية لحماية كل من أشكال الملكية.تتألف الملكية الفكرية تقليديًا من أربع فئات هي: براءات الاختراع وحقوق الطبع والنشر والعلامات التجارية التصاميم الصناعية.

الشركات مجتهدة عندما يتعلق الأمر بتحديد وحماية الملكية الفكرية لأنها تحظى بقيمة عالية في اقتصاد اليوم القائم على المعرفة بشكل متزايد، إن استخلاص القيمة من الملكية الفكرية ومنع الآخرين من استخلاص القيمة منها هو مسؤولية مهمة لأي شركة لذا سوف نسلط الضوء في هذا المقال على أهمية حماية العلامة التجارية للشركات.

أهمية العلامة التجارية في نمو الشركات؟

يعد فهم أهمية العلامة التجارية للشركات أحد جوانب التسويق التي ستحتاج إلى فهمها بشكل كامل قبل الشروع في أي استراتيجية تسويقية، فـ على الرغم من اختلافها، إلا أن التسويق والعلامة التجارية هما وجهان لعملة واحدة “التسويق هو الطريقة التي تجذب بها العملاء ولكن العلامة التجارية هي طريقة الاحتفاظ بها” هناك بعض الميزات الأساسية التي يمكنك تعلمها عند استكشافك لأهمية العلامة التجارية للشركة سنناقش في هذه المشاركة أهمية هوية علامتك التجارية لمستندات نشاطك التجاري:
الهوية :يمكن تعزيز جهودك التسويقية عادةً عندما يكون شعار شركتك مرادفًا لمنتجك. في كثير من الأحيان يمكن أن يساعد هذا في تعرف العملاء على علامتك التجارية أو شعارك وتطوير صورة إيجابية وبناء الثقة، بل وحتى تعزيز الولاء على نطاق أوسع بكثير من استراتيجيات التسويق الأخرى.

الاحترافية: إن امتلاك علامة تجارية قوية ومتطورة أمر من شأنه أن يجعل نشاطك التجاري يبرز على أنه أكثر احترافًا ومصداقية بل وأكثر نجاحًا. هذا شيء سوف يجذب الشركات الأخرى التي قد تفكر في القيام بأعمال تجارية معها وكذلك للعملاء المحتملين.

الثقة: ستتحدث علامتك التجارية عن حجم شركتك وقيمها، وهذا أمر سيحظى به العملاء ليضعوا ثقتهم فيه. سيشتري العديد من المستهلكين منتجات من شركات معينة فقط لأن علامتهم التجارية هي تلك التي يعرفونها ويثقون بها، يمكن أن تكون قوة العلامة التجارية عندما يتعلق الأمر بقضايا الثقة لها شأن كبير هذا أمر يمكن أن يكون له تأثير على نجاح شركتك على المدى القصير وعلى المدى الطويل.

علامة الجودة: طالما يقدم نشاطك التجاري سلعًا وخدمات ذات جودة جيدة ، يمكن أن تصبح علامتك التجارية علامة عالية الجودة أيضًا. سيبدأ العملاء في ربط منتجاتك أو خدماتك عالية الجودة بعلامتك التجارية ، وسرعان ما ستصبح علامتك التجارية مرادفة للجودة العالية.

القيمة: يمكن أن تساعد العلامة التجارية القوية للشركات في إضافة قيمة إلى نشاطك التجاري. إذا قررت بيع الشركة في سنوات قادمة، يمكنك تحسين كل من القيمة والفاعلية مع العلامة التجارية، هناك العديد من الشركات التي يتم اقتناؤها من قبل الشركات الأخرى في عمليات الدمج والاستحواذ، وغالباً ما يدفع المشتري ملايين أو مليارات الجنيهات ليس للأشياء التي تمتلكها الشركة ولكن للعلامة التجارية.

أهمية حماية العلامة التجارية:

ولحماية العلامة التجارية فقد سنت العديد من الدول الأنظمة والقوانين لمكافحة أي اعتداء قد يقع عليها وكانت جمهورية مصر العربية واحدة من تلك الدول حيث أصدرت قانون حقوق الملكية الفكرية برقم 82 لسنة 2002 وفيما يخص العلامات التجارية تنص قانون المواد على ما يلي:
مادة 63 – العلامة التجارية هي كل ما يميز منتجا سلعة أو خدمة عن غيرة والتي تتخذ شكلا خاصاً ومميزاً بها وفى جميع الاحوال يتعين أن تكون العلامة التجارية مما يدرك بالبصر.

مادة 64 – تختص مصلحة التسجيل التجاري بتسجيل العلامات التجارية في السجل الخاص بهذه العلامات وفقاً لأحكام هذا القانون ولائحته التنفيذية وذلك مع مراعاة حكم المادتين (4،3) من القرار بقانون رقم 115 لسنة 1958 في المكاتبات واللافتات بوجوب استعمال اللغة العربية.

وعلى غرار هذا القانون يشترط في حماية العلامة التجارية من جريمة التقليد في القانون المصري:
أن تكون مسجلة ليكون لها أثر قانوني فيما بعد يحميها وملكية مؤكدة لصاحبها، فيعد من قام بتسجيل العلامة التجارية مالكا لها دون سواه، ويكون انتفاع أي شخص بأي من العلامات المسجلة مشروطا بموافقة مالكها، كما يحق لمالك العلامة التجارية المسجلة رفع دعوى قضائية لطلب منع غيره من استعمالها أو استعمال أي إشارة أخرى مشابهة لها.

قد يخيل للبعض أن تسجيل العلامة التجارية أمر يمكن تجاهله، لكن نوصي كل من صمم أو أنشأ علامة تجارية لمشروعه أن يبادر بتسجيلها لدى الجهة المختصة ليؤكد ملكيتها ويتحقق أثر حمايتها فـ لسوء الحظ أن كثير من نزاعات العلامات التجارية في أروقة القضاء نجد أن جزءا منها بسبب وجود ثغرة لدى مالكها، أو أنه لم يسجل العلامة لملكيته مسبقا، وهذا ما يجعل البعض يقوم باستغلالها والاعتداء عليها بطريقة غير مشروعة.

By |2019-05-15T20:03:03+01:00مايو 15th, 2019|قانون|0 Comments

Leave A Comment